تحسين الاداء

اختبار A/B: 8 خطوات إستراتيجية لزيادة تحويلات المواقع وتحسين الأداء

1. مقدمة: لماذا يعتبر اختبار A/B أداة قوية لتحسين المواقع

تُعَدّ المواقع الإلكترونية في عصرنا الرقمي أكثر من مجرد واجهات لعرض المعلومات؛ بل هي قنوات حيوية للتفاعل مع العملاء وتحقيق أهداف تجارية ملموسة. وفي خضم هذا التنافس المحتدم، لم يعد الاعتماد على التخمينات أو الآراء الشخصية كافيًا لتحقيق النجاح. هنا تبرز أهمية اختبار A/B كأداة لا غنى عنها، فهي تمثل تحولًا جذريًا في كيفية اتخاذ القرارات، حيث تنقل المؤسسات من مرحلة الاعتماد على الحدس إلى مرحلة التفكير العلمي المبني على البيانات.

تتيح هذه المنهجية الموثوقة للشركات اتخاذ قرارات التصميم والتسويق استنادًا إلى حقائق ملموسة ونتائج قابلة للقياس، مما يقلل بشكل كبير من المخاطر المرتبطة بالتغييرات غير المدروسة في التصميم أو المحتوى.2 فبدلاً من إطلاق تعديل جديد قد لا يلقى استحسان الجمهور ويؤثر سلبًا على الأداء، يمكن اختبار هذا التغيير على عينة صغيرة من الزوار لتقييم فعاليته بدقة. إن هذا النهج الممنهج يسمح بتحسينات تدريجية ومستمرة، مما يؤدي إلى تعزيز

تجربة المستخدم بشكل ملحوظ وزيادة تحسين التحويل من الزوار الحاليين.

تكمن القيمة الحقيقية لاختبار A/B في قدرته على تعظيم العائد على الاستثمار. فمن خلال فهم العناصر التي يفضلها المستخدمون، يمكن للشركات إجراء تعديلات صغيرة ومدروسة على صفحاتها، مما يؤدي إلى زيادة نسبة الزوار الذين يتخذون الإجراء المطلوب، سواء كان ذلك إتمام عملية شراء، أو التسجيل في قائمة بريدية، أو النقر على زر معين.3 هذا يعني تحقيق المزيد من الإيرادات من نفس حجم حركة المرور الموجودة، مما يلغي الحاجة إلى إنفاق المزيد من الأموال على جذب زوار جدد. وبمرور الوقت، تحول اختبار A/B من كونه “ميزة إضافية” للشركات الكبيرة إلى “حجر الزاوية” لفرق العمل الصغيرة والسريعة التي تسعى لتقييم قراراتها بدقة علمية.

2. تعريف اختبار A/B ومبادئه الأساسية

اختبار A/B

ما هو اختبار A/B؟

اختبار A/B، أو ما يُعرف أيضًا باختبار التقسيم، هو تجربة عشوائية تهدف إلى مقارنة أداء نسختين أو أكثر من صفحة ويب أو عنصر معين فيها. النسخة “A” تمثل التصميم الأصلي (نسخة التحكم)، بينما النسخة “B” (أو أي متغير آخر “n”) تحتوي على تغيير واحد على الأقل عن النسخة الأصلية. يتم عرض كل نسخة على عينة عشوائية من الزوار في نفس الوقت، بهدف تحديد النسخة التي تحقق الأداء الأفضل في تحقيق هدف محدد، مثل زيادة المبيعات أو معدل النقر.

المبادئ الإحصائية لاختبار A/B

تعتمد فعالية اختبار A/B على مجموعة من المبادئ الإحصائية الدقيقة التي تضمن موثوقية النتائج. أول هذه المبادئ هو التوزيع العشوائي، حيث يتم توجيه كل زائر إلى إحدى النسختين (A أو B) بشكل عشوائي تمامًا.4 هذا يضمن أن مجموعات الاختبار متجانسة قدر الإمكان وأن أي فروق في الأداء يمكن إسنادها بثقة إلى التغيير الذي تم اختباره، وليس إلى عوامل خارجية مثل نوع الجهاز أو مصدر الزيارة.

يُعرَف العنصر الذي يتم تغييره في الاختبار (مثل لون الزر أو عنوان الصفحة) باسم المتغير المستقل، بينما المقاييس التي يتم قياسها لتحديد تأثير هذا التغيير (مثل معدل التحويل أو معدل النقر) تُعرف باسم المتغيرات التابعة.6 هذا التمييز ضروري لتحديد العلاقة السببية بين التغيير والنتائج، وهو ما يمثل جوهر المنهج العلمي المتبع في هذه الاختبارات.

أنواع الاختبارات

  • الاختبار البسيط (A/B): هو النوع الأساسي والأكثر شيوعًا، ويركز على اختبار متغير واحد فقط بين النسختين. على سبيل المثال، يمكنك تغيير لون زر “اتخاذ إجراء” أو صياغة عنوان الصفحة فقط.7 هذا النهج مثالي للمبتدئين والشركات التي لا تمتلك حجم زيارات كبير، لأنه يسهل عزل تأثير التغيير وتحديد ما إذا كان هو المسؤول عن تحسين الأداء.
  • الاختبار متعدد المتغيرات (Multivariate): يسمح هذا النوع باختبار تغييرات متعددة في نفس الوقت على نفس الصفحة، مثل تغيير لون الزر ونص العبارة والتصميم معًا.7 على الرغم من أنه يوفر رؤى أعمق حول تفاعلات العناصر المختلفة، إلا أنه يتطلب حجم عينة أكبر بكثير وحركة مرور عالية لتحقيق دلالة إحصائية موثوقة. يُعَدّ هذا النوع أكثر تعقيدًا ويُستخدم غالبًا من قِبل الشركات الكبيرة التي لديها الموارد والبيانات اللازمة لإجرائه.

هناك اختلاف بين مبدأ “اختبار متغير واحد” الذي يُنصح به غالبًا، وبين وجود أدوات متقدمة تدعم الاختبارات المتعددة. يرجع هذا التباين إلى السياق؛ فبينما يمثل مبدأ المتغير الواحد أساسًا علميًا لاختبار علاقة سببية واحدة بشكل دقيق، فإن الاختبارات متعددة المتغيرات توفر حلولًا أكثر شمولية للشركات التي تملك أحجام بيانات هائلة. إن فهم هذا السياق يعكس أن المنهجية الخبيرة لا تقتصر على معرفة القاعدة، بل تشمل فهم الظروف التي تنطبق فيها وتبرير الاختلافات في الأساليب.

3. تحديد الأهداف والصفحات المراد اختبارها

تحليل البيانات لتحديد نقاط الضعف

قبل البدء في أي اختبار، يُعَدّ فهم الأداء الحالي للموقع خطوة حاسمة. لا يجب أن يكون الاختبار عشوائيًا، بل يجب أن يكون نابعًا من ملاحظة دقيقة لسلوك المستخدمين. يمكن للمحللين استخدام أدوات تحليلية متقدمة لتحديد الصفحات التي تحتوي على “نقاط احتكاك” أو مشكلات تعيق

تجربة المستخدم، مثل الصفحات ذات معدلات الارتداد العالية أو معدلات التحويل المنخفضة. تُعدّ هذه الصفحات ذات الترافيك العالي هي الأماكن المثالية للتركيز عليها، حيث توفر أكبر فرصة لتحقيق تأثير ملموس على المقاييس الرئيسية.

يمكن استخدام أدوات مثل خرائط الحرارة وتسجيلات الجلسات لفهم سلوك الزوار بعمق. فبينما تُظهر خرائط الحرارة أين ينقر المستخدمون وأين يتوقفون عن التمرير، توفر تسجيلات الجلسات رؤية مباشرة لكيفية تفاعلهم مع الصفحة، مما يساعد على تحديد نقاط الضعف مثل النماذج المعقدة أو أزرار الدعوة إلى اتخاذ إجراء غير الواضحة.

صياغة الفرضيات الذكية

بعد تحديد نقاط الضعف، تأتي مرحلة صياغة الفرضية. الفرضية هي “تخمين مدروس” حول كيفية تأثير تغيير معين بشكل إيجابي على مقياس أداء محدد. يجب أن تكون الفرضية قابلة للاختبار والقياس، مثل: “تغيير نص زر ‘اشترك الآن’ إلى ‘احصل على خصم 20%’ سيزيد معدل النقر على الزر بنسبة 15%.”.

تُعَدّ هذه العملية جوهر المنهج العلمي في تحسين التحويل. فبدلاً من التجربة العشوائية، يتبع المختصون تسلسلاً منطقيًا: ملاحظة مشكلة في الموقع (من خلال التحليل) -> وضع تخمين حول سبب هذه المشكلة (صياغة الفرضية) -> تصميم تجربة لاختبار صحة هذا التخمين. هذا التسلسل المنهجي هو ما يميز الاختبارات الناجحة ويجعلها مصدرًا لرؤى قابلة للتطبيق.

4. تصميم نسختين مختلفتين للتجربة

مبدأ “أقل تغيير”

تُعَدّ قاعدة المتغير الواحد هي المبدأ الأساسي في تصميم اختبار A/B. وتنص هذه القاعدة على أن النسختين A و B يجب أن تكونا متطابقتين تمامًا باستثناء عنصر واحد فقط هو المراد اختباره. الهدف من ذلك هو تجنب “النتائج المختلطة” ، فإذا تم تغيير لون الزر ونص العبارة معًا، يصبح من المستحيل تحديد أي من التغييرين كان مسؤولاً عن أي تحسن في الأداء. يُعرف هذا المبدأ أيضًا بـ “مبدأ أقل تغيير” ، الذي يضمن أن النتائج يمكن إسنادها بشكل مباشر وموثوق إلى المتغير الذي تم اختباره، مما يوفر رؤى واضحة حول تأثير التغيير.

عناصر الصفحة القابلة للاختبار

يمكن تطبيق اختبار A/B على أي عنصر في صفحة الويب، لكن بعض العناصر تحمل تأثيرًا أكبر على معدلات التحويل. ومن أبرزها:

  • العناوين الرئيسية والفرعية: يمكن أن يؤثر طول العناوين وصياغتها على جذب انتباه الزوار وتشجيعهم على الاستمرار في القراءة.
  • أزرار الدعوة إلى اتخاذ إجراء (CTA): يُعَدّ هذا الزر من أهم العناصر، ويمكن اختبار متغيرات متعددة فيه مثل اللون، والنص، والموقع، وحتى الحجم، لتحديد الأفضل أداءً.
  • الصور والفيديوهات: يمكن أن يساهم استخدام صور مختلفة أو وجود أشخاص في الصور في خلق ارتباط عاطفي مع الجمهور وزيادة التفاعل.
  • نماذج التسجيل: يمكن اختبار عدد الحقول المطلوبة في النموذج أو ترتيبها لتقليل معدل التخلي عن النموذج وزيادة عدد الاشتراكات.
  • تنسيق المحتوى: قد يؤدي استخدام نقاط واضحة أو عناوين فرعية أو لغة بسيطة إلى تحسين قابلية القراءة وتسهيل وصول المستخدمين إلى المعلومات.

أدوات تصميم التجارب

لم يعد اختبار A/B نشاطًا مقتصرًا على الخبراء، فبفضل تطور التكنولوجيا، أصبح هناك العديد من الأدوات التي تسهل العملية على جميع المستويات. تشير الأدوات المتاحة إلى اتجاهين رئيسيين في السوق: خفض حاجز الدخول وتوفير حلول متكاملة. فوجود العديد من الأدوات التي تقدم خططًا مجانية يعني أن اختبار A/B أصبح متاحًا للشركات الناشئة وأصحاب المواقع الصغيرة.

أما الأدوات المتقدمة، فلم تعد تقدم مجرد اختبارات بسيطة، بل أصبحت منصات متكاملة تشمل التخصيص، وتحليل سلوك المستخدم، وحتى التوصيات المستندة إلى الذكاء الاصطناعي.هذا يعكس أن

تحسين التحويل أصبح عملية شاملة لا تقتصر على الاختبارات فقط.

فيما يلي أبرز الأدوات المستخدمة في هذا المجال:

اسم الأداةأبرز الميزاتالخطة المتاحة
Optimizelyمحرك إحصائي ذكي (SmartStats) قائم على نظرية بايز، يقلل من الأخطاء الشائعة. يدعم اختبار الجمهور بناءً على السلوك. يولد أفكار تحسين باستخدام الذكاء الاصطناعي. تكامل مع أكثر من 40 منصة.خطط مدفوعة تبدأ من 50,000 زائر شهريًا، مع نسخة تجريبية.
(https://vwo.com/vwo-testing/)محرر سحب وإفلات سهل الاستخدام. محرك إحصائي SmartStats قائم على نظرية بايز. يدعم اختبارات A/B، واختبارات التقسيم، واختبارات متعددة المتغيرات. يولد أفكار تحسين باستخدام الذكاء الاصطناعي. يقدم أدوات مجانية مثل حاسبة الدلالة الإحصائية.خطط مجانية محدودة، وخطط مدفوعة تبدأ من 154 دولارًا شهريًا.
(https://www.adobe.com/mena_ar/marketing/target.html)جزء من Adobe Experience Cloud. يعتمد على النموذج الإحصائي Frequentist. يدعم التخصيص المعتمد على الذكاء الاصطناعي. تكامل سلس مع Adobe Analytics.خطط مدفوعة مخصصة للشركات الكبيرة.
Firebaseأداة مجانية وسهلة الاستخدام. تسمح باختبار التغييرات في تطبيقات الهاتف المحمول. تُتيح طرح الميزات الجديدة بأمان على عينة صغيرة. تستهدف مجموعات مستخدمين محددة بناءً على خصائصهم.مجاني بالكامل كجزء من Firebase.
(https://launchdarkly.com/)منصة إدارة الميزات. تدعم اختبارات A/B، واختبارات التقسيم، واختبارات متعددة المتغيرات. تعتمد على الإحصاءات البايزية. توفر أدوات للمراقبة والتحليل.خطة مجانية للمطورين، وخطط مدفوعة تبدأ من 12 دولارًا شهريًا.
Unbounceمنصة متكاملة لبناء الصفحات الهابطة. تدعم اختبار A/B. تقدم أداة Smart Traffic التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوجيه الزوار إلى النسخة التي يُحتمل أن تحقق أعلى تحويل.لا توجد خطة مجانية، وخطط مدفوعة تبدأ من 112 دولارًا شهريًا.

5. جمع البيانات وتحليل النتائج

آلية جمع البيانات ومقاييس الأداء الرئيسية

بعد إطلاق التجربة، تبدأ مرحلة حاسمة تتمثل في تتبع تفاعل الزوار مع كل نسخة. تُستخدم أدوات تحليل الموقع لجمع البيانات حول سلوك الزوار، مثل النقرات، والتمرير، والوقت المستغرق على الصفحة. ومن خلال هذه البيانات، يمكن تقييم أداء كل نسخة بناءً على مجموعة من المقاييس الرئيسية التي تم تحديدها مسبقًا.

المقياسالتعريفأهميته في الاختبار
معدل التحويل (Conversion Rate)نسبة الزوار الذين أتموا الإجراء المطلوب، مثل الشراء أو التسجيل.هو المقياس الأهم الذي يحدد بشكل مباشر مدى نجاح التغيير في تحقيق الهدف التجاري.
معدل النقر (Click-Through Rate)نسبة الزوار الذين نقروا على عنصر معين، مثل زر “اتخاذ إجراء”.يُستخدم لتقييم فعالية الأزرار أو الروابط أو العناوين في جذب اهتمام المستخدمين.
معدل الارتداد (Bounce Rate)نسبة الزوار الذين غادروا الصفحة بعد زيارتها مباشرة دون أي تفاعل.يُشير إلى مدى جاذبية المحتوى وأداء الصفحة. انخفاضه يُعدّ مؤشرًا إيجابيًا لتحسين تجربة المستخدم.
مدة بقاء الزائر على الصفحةمتوسط الوقت الذي يقضيه الزائر في تصفح الصفحةيُعَدّ مؤشرًا على مدى اهتمام الزائر بالمحتوى وقيمته، ويعتبر عاملاً إيجابيًا في تحسين محركات البحث.

فهم الدلالة الإحصائية

تُعَدّ الدلالة الإحصائية من أهم المفاهيم في اختبار A/B، فهي مقياس لاحتمالية أن تكون النتائج التي تم رصدها قد حدثت بسبب الصدفة، وليست بسبب وجود تأثير حقيقي وبدون تحقيق الدلالة الإحصائية، لا يمكن إعلان الفائز بثقة أو تعميم النتائج على كامل الجمهور.

يتم تقييم الدلالة الإحصائية عادةً باستخدام قيمة p (p-value). تُشير قيمة p إلى احتمال الحصول على النتائج المرصودة في الدراسة (أو نتائج أكثر تطرفًا منها) إذا كانت الفرضية الصفرية (أي عدم وجود فرق بين النسختين) صحيحة. كلما كانت قيمة p أصغر، زاد احتمال أن يكون الفرق الملحوظ حقيقيًا وليس مجرد صدفة. في العادة، يعتبر الباحثون أن النتائج ذات دلالة إحصائية إذا كانت قيمة p أقل من 0.05.

لتحقيق الدلالة الإحصائية، يجب أن يكون حجم العينة كافيًا ومدة الاختبار مناسبة.ينبغي أن يستمر الاختبار لمدة أسبوعين على الأقل لتجاوز التأثيرات الموسمية أو التقلبات اليومية في حركة المرور، مما يضمن الحصول على نتائج موثوقة.

يقع العديد من المبتدئين في خطأ شائع يُعرف بـ مشكلة النظر المسبق (peeking problem). وهو الرغبة في إيقاف الاختبار مبكرًا بمجرد ظهور نتائج تبدو واعدة. هذا السلوك يمكن أن يسبب نتائج “إيجابية زائفة” ، حيث يُعتقد أن هناك فائزًا بينما يكون التباين في الأداء مجرد صدفة.ولذلك، يجب الالتزام بالمدة المحددة للاختبار وحجم العينة المطلوب لضمان موثوقية النتائج.

6. اتخاذ القرارات بناءً على نتائج الاختبار

إعلان النسخة الفائزة

عندما تظهر النتائج أن إحدى النسخ قد تفوقت على الأخرى وحققت دلالة إحصائية واضحة، يصبح القرار بسيطًا: يتم إعلانها كـ”النسخة الفائزة”.في هذه الحالة، يتم تطبيق التغيير الفائز على كامل الموقع أو على الصفحات المماثلة، مما يساهم في تحسين الأداء العام بشكل ملموس. إن اتخاذ القرارات في هذه المرحلة لا يعتمد على التخمين، بل على بيانات ملموسة ونتائج مثبتة، مما يقلل من الوقت المستغرق في اتخاذ القرارات ويزيد من فعالية استراتيجيات التسويق.

ماذا تفعل إذا كانت النتائج غير حاسمة؟

تُعدّ النتائج غير الحاسمة فرصة للتعلم وليست فشلاً. فهي تعكس أن تحسين التحويل هو عملية مستمرة من البحث والتحليل. وفي هذه الحالة، يمكن اتباع الخطوات التالية:

  • مراجعة الإعداد: يجب أولاً التحقق من أن الاختبار قد أُجري بشكل صحيح، وأن حركة المرور كانت متساوية بين النسختين، وأنه لم تحدث أي عوامل خارجية (مثل حملة تسويقية مفاجئة) قد تكون أثرت على النتائج.
  • تحليل البيانات حسب الشرائح (Segments): أحد أقوى الأساليب للتعامل مع النتائج غير الحاسمة هو تقسيم البيانات حسب شرائح المستخدمين. على سبيل المثال، قد لا يُظهر الاختبار فرقًا عامًا، ولكن قد يكشف التحليل العميق أن النسخة “B” كانت أكثر فعالية مع مستخدمي الهواتف المحمولة أو الزوار الجدد. هذا النوع من التحليل يمكن أن يكشف عن اتجاهات خفية ويحدد فائزًا محددًا داخل شريحة معينة.
  • تحسين الفرضية: تُستخدم الرؤى المكتسبة من الاختبار غير الحاسمة لتصميم اختبارات مستقبلية أفضل. ربما كانت الفرضية الأصلية ضعيفة، أو كانت التغييرات بين النسختين بسيطة جدًا. في هذه الحالة، يمكن تصميم اختبارات جديدة بتغييرات أكثر وضوحًا أو استهداف جمهور أكثر تحديدًا بناءً على ما تم تعلمه.

7. تكرار الاختبار للتحسين المستمر

إن اختبار A/B ليس نشاطًا يُجرى لمرة واحدة، بل هو عملية “مستمرة” للتحسين. فمن خلال تكرار الاختبارات بناءً على الأفكار المكتسبة، يمكن للشركات أن تخلق

حلقات ردود فعل إيجابية ومستمرة، حيث تؤدي التحسينات في الأداء إلى مزيد من التحسينات.إن التكرار المستمر ضروري للبقاء في صدارة المنافسة، خاصة في ظل التغيرات الدائمة في سلوك الجمهور، وظهور منافسين جدد، والتقلبات الموسمية.

التكامل مع استراتيجيات تحسين محركات البحث (SEO)

إن الفهم الخبير لا يقتصر على الجوانب التقنية للاختبار، بل يمتد ليشمل تأثيره على الاستراتيجيات الأخرى مثل تحسين محركات البحث. فمن خلال تنفيذه بشكل صحيح، يمكن أن يكون اختبار A/B أداة قوية لتعزيز الأداء الإيجابي للموقع. على سبيل المثال، تؤدي التحسينات التي تزيد من مدة بقاء الزائر وتقلل من معدل الارتداد إلى إرسال إشارات إيجابية لمحركات البحث، مما قد يساهم في تحسين ترتيب الموقع.

ومع ذلك، هناك مخاطر يجب تجنبها. فإذا لم يتم التعامل مع الاختبار بحذر، قد يؤدي إلى آثار سلبية. من أبرز هذه المخاطر:

  • المحتوى المكرر (Duplicate Content): قد يؤدي إنشاء نسختين من الصفحة دون اتخاذ الإجراءات اللازمة إلى أن تعتبر محركات البحث المحتوى مكررًا، مما يؤثر سلبًا على تصنيف الموقع.
  • بطء التحميل: يمكن أن تؤدي السكربتات الإضافية المستخدمة في بعض أدوات الاختبار إلى إبطاء سرعة تحميل الصفحة، وهو عامل سلبي رئيسي في تصنيف محركات البحث.

يُظهر هذا التحليل أن اختبار A/B ليس تقنية منفصلة، بل يجب دمجه في استراتيجية تسويق رقمي شاملة لضمان تحقيق النتائج المرجوة دون الإضرار بالأداء العام للموقع.

8. خلاصة: تعزيز أداء الموقع وزيادة الإيرادات

في الختام، يُعَدّ اختبار A/B أداة منهجية وضرورية لتحسين أداء المواقع الإلكترونية، فهو يمثل حجر الزاوية في أي استراتيجية ناجحة لتحسين معدل التحويل. فمن خلال اتباع عملية منظمة تبدأ بتحليل البيانات وتنتهي بتكرار الاختبارات، يمكن للشركات أن تتخذ قرارات مبنية على أدلة حاسمة بدلاً من التخمين، مما يقلل من المخاطر ويزيد من الإيرادات.

إن اختبار A/B يعزز فهمًا أعمق للجمهور المستهدف، ويكشف عن تفضيلاتهم الحقيقية، ويساعد في تقديم تجربة مستخدم أفضل وأكثر فعالية. إنها عملية مستمرة من التعلم والتكيف، حيث تؤدي كل تجربة إلى رؤى جديدة، وكل فوز إلى تحسين إضافي.

لزيادة فرص النجاح، يمكن تلخيص أهم النصائح المستخلصة من هذا التقرير في النقاط التالية:

  • حدد أهداف الاختبار بوضوح قبل البدء
  • ابدأ باختبارات بسيطة تركز على متغير واحد في البداية.
  • تأكد من تحقيق الدلالة الإحصائية ولا توقف الاختبار مبكرًا.
  • حلل البيانات حسب شرائح الجمهور المختلفة لاكتشاف الأنماط الخفية.
  • دمج الاختبار في استراتيجية تسويق رقمي شاملة لتجنب التأثيرات السلبية على تحسين محركات البحث.

في نهاية المطاف، لا يعد اختبار A/B مجرد أداة لمرة واحدة، بل هو فلسفة عمل تضمن النمو المستدام، وتدفع الشركات نحو التميز في عالم رقمي سريع التطور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى