الذكاء الاصطناعي للمساعدة في كتابة المحتوى في 9 أدوات

في عالم تتسارع فيه وتيرة الإنتاج الرقمي وتزداد فيه الحاجة إلى محتوى متنوّع وعالي الجودة، برز دور أدوات الذكاء الاصطناعي للكتابة كحلّ ثوريّ يتيح للمدوّنين والمسوقين والكتاب العمل بكفاءة أكبر وأقل جهد. فبفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة، صار بالإمكان توليد مسودات فورية، وإعادة صياغة فقرات، وتصحيح الأخطاء اللغوية، واقتراح عناوين جذّابة بنقرات بسيطة. وفي هذه المقالة ستتعرفون على ستٍّ من أبرز هذه الأدوات المجانية، مع شرح مستفيض لكل أداة وفوائدها وتفرّدها، إضافةً إلى أفضل الممارسات لتحقيق أقصى استفادة من المساعدة في كتابة المحتوى بدون تكلفة مالية.
أهمية أدوات الذكاء الاصطناعي للكتابة

- توفير الوقت والجهد: بدلاً من البدء من الصفر، يمكن للكتاب الاعتماد على نماذج معتمدة على الذكاء الاصطناعي لإنشاء مسودات أو أفكار أو حتى مقاطع نصية كاملة في ثوانٍ.
- تحسين جودة المحتوى: تساهم خوارزميات التعلّم العميق في ضبط الأسلوب وتحسين القواعد اللغوية والنحوية، ما يقلل من الأخطاء ويرفع مستوى الاحترافية.
- تنويع الأفكار: توفر هذه الأدوات مقترحات لعناوين فرعية وفقرات جديدة، مما يعزز الإبداع ويكسر رتابة الكتابة اليدوية.
- التخصيص والمرونة: تستطيع ضبط النغمة (رسمية، ودية، تسويقية…) واختيار طول الفقرة وتركيز الكلمات المفتاحية، بما يدعم استراتيجية المساعدة في كتابة المحتوى المتكاملة.
معايير اختيار أفضل الأدوات
قبل الانتقال لاستعراض الأدوات المجانية، من المهمّ وضع بعض المعايير لمقارنتها:
- سهولة الاستخدام: واجهة بسيطة بدون تعقيد تقنّي.
- سعة الاستخدام المجاني: عدد الكلمات أو عدد الطلبات التي يسمح بها الاشتراك المجاني شهرياً.
- تنوع الوظائف: قدرات توليد مقالات طويلة، وعناوين، وملخصات، ورسائل بريد إلكتروني.
- دقة النتائج: مدى قرب النص الناتج من الأسلوب البشري وخلوّه من الأخطاء.
- التكامل مع بيئة العمل: إمكانية ربط الأداة مع محرّرات النصوص الشائعة أو تطبيقات المكتب.
- سرعة الاستجابة: زمن انتظار قليل للحصول على النتائج.
1. ChatGPT (النسخة المجانية)

نبذة عامة
تُعدّ ChatGPT من OpenAI أبرز أدوات الذكاء الاصطناعي للكتابة المجانية، ويعتمد الإصدار المجاني في الوقت الحالي على نموذج o4-mini، الذي يتيح توليد نصوص عالية الجودة وسياق متسلسل يحافظ على تدفق الأفكار.
آلية العمل
- تستخدم ChatGPT تقنية “Transformer” المبنية على التعلّم العميق، حيث يتم تدريبها على مليارات الكلمات من الإنترنت والكتب والمقالات.
- عند إدخال طلب (Prompt)، تحلل الأداة السياق اللغوي وتولّد استجابة متكاملة بناءً على احتمالات الكلمات التالية.
المزايا
- الذاكرة السياقية: تحتفظ المحادثة بسياق الطلبات السابقة، مما يسهل إنشاء نصوص متتابعة دون فقدان الفكرة الأساسية.
- تعدد اللغات: دعم كامل للغة العربية والفصحى والمحلية بمرونة في اختيار الأسلوب.
- المرونة في الأغراض: من كتابة المقالات الطويلة إلى صياغة الدعوات والبريد الإلكتروني والإعلانات.
حدود الخطة المجانية
- عدد الطلبات اليومية محدود مقارنةً بالإصدارات المدفوعة.
- سرعة الاستجابة قد تقلّ في أوقات الذروة.
- إمكانيات تخصيص الصوت “Tone” محدودة نسبياً.
تطبيقات عملية
- إعداد المسودة الأولى للمقالات الطويلة.
- اقتراح عناوين جذّابة ومدخلات بحثية.
- توليد فقرات تعريفية أو خاتمات مختصرة.
اقرا أيضا :دور Chat GPT في ابتكار الأفكار التسويقية مدروسة في9 خطوات
2. Google Bard – Gemini Basic
نظرة عامة
تقدم جوجل نسخة مجانية من أدوات الذكاء الاصطناعي للكتابة تحت اسم Gemini Basic (المعروف سابقاً بـBard)، وهي مدمجة داخل حساب جوجل وتستخدم على متصفّح Chrome أو عبر محرّر Google Docs.
كيف يعمل
- يعتمد Bard على نماذج Gemini التي تستفيد من بيانات البحث الفوري لمحرك جوجل.
- يستطيع تحليل مستندات جوجل المشاركة لتنسيق النص ودمج البيانات داخل المستند تلقائياً.
نقاط القوة
- تكامل كامل مع G Suite: تحرير فوري داخل Docs وSlides وSheets دون مغادرة الواجهة.
- تحديثات مباشرة: الوصول إلى أحدث المعلومات من الويب عبر تقنيات البحث الفوري.
- إدخال الصور: تحليل صور مرفوعة وكتابة وصف أو شرح بناءً عليها.
التفرّد
- يقلّل من ظاهرة “الهلاوس” التي تصدرها بعض النماذج، بفضل التحقق من البيانات بمصادر جوجل المعتمدة.
- القدرة على توليد أكواد برمجية مبسطة أو مساعدة في صياغة الاستعلامات البحثية.
التحديات
- متطلبات اتصال بالإنترنت قوية.
- قد يكون أداء الأداة أبطأ قليلاً عند التعامل مع ملفات ضخمة في Google Drive.
سيناريو استخدام
- كتابة تقارير فصلية أو عروض تقديمية مدعّمة بالبيانات.
- إعداد دراسات حالة أو نماذج أعمال داخل مستندات جوجل.
3. Microsoft Copilot (Bing Chat)
مقدمة
يمثل Microsoft Copilot—المعروف أيضاً بـBing Chat—إضافة قوية إلى المساعدة في كتابة المحتوى داخل بيئة Microsoft Office 365، دون اشتراك مدفوع لاستخدام الوظائف الأساسية.
مبدأ العمل
- يجمع Copilot بين قدرات GPT-4 وتحديثات Bing Search اللحظية، ليقدّم نصوصاً دقيقة ومدعّمة بمصادر حية.
- يمكن تشغيله كإضافة في متصفح Edge أو كتطبيق مستقل على الهواتف.
الميزات الرئيسيّة
- تكامل عميق مع Office: تحرير مباشر في Word وOutlook وPowerPoint بنقرة زر.
- مصادر موثوقة: استشهاد بالروابط والمصادر في النص المولّد لضمان المصداقية.
- ألآت فرعية: مثل تلخيص الفقرات الطويلة، وإعادة الصياغة بأشكال مختلفة.
التفوّق
- يتيح التعاون الجماعي المباشر داخل مستند مشترك، إذ يمكن لعدة مستخدمين طرح طلبات في جلسة واحدة.
- سرعة عالية في الاستجابة وواجهة مستخدم مألوفة لمستخدمي Windows.
التحديات
- المتطلبات التقنية أعلى (Windows 11/Edge).
- بعض الميزات المتقدمة قد تتطلب ترقية إلى خطة مدفوعة في المستقبل.
حالات استخدام
- صياغة البريد الإلكتروني الاحترافي داخل Outlook.
- إعداد نشرة إخبارية أو تقرير سنوي داخل Word.
4. Copy.ai (Free Forever Plan)
لمحة عامة
تركّز Copy.ai على المساعدة في كتابة المحتوى التسويقي والإعلاني، وتوفر خطة مجانية دائمة (Free Forever) مع حدّ 2,000 كلمة شهرياً دون بطاقة ائتمان.
طريقة العمل
- تم تهيئة المنصة بحوالى 90 نموذجاً مسبق الإعداد لكتابة:
- إعلانات فيسبوك وإنستجرام
- منشورات مدونات قصيرة
- نصوص بريد إلكتروني تسويقي
- نصوص وصف المنتجات
المزايا
- Brand Voice: إمكانية رفع وتهيئة صوت العلامة التجارية لضمان تناسق الأسلوب.
- سهولة التخصيص: واجهة تعتمد القوائم المنسدلة فقط، ما يقلّل زمن التعلم.
- معرض القوالب: مكتبة مستمرّة التحديث تضم أقساماً صناعية مختلفة.
ما يميزها
- توجيه المستخدم خلال عملية الكتابة بخطوات واضحة (Step-by-Step).
- استهداف توليد المساعدة في كتابة المحتوى القصير بكفاءة عالية.
القيود
- غير مناسبة للمقالات الطويلة جداً أو التقنية المتخصصة.
- حدود الكلمات قد تُنفد بسرعة إذا كان الإنتاج شهرياً مكثفاً.
5. Rytr (Free Plan)
لمحة بسيطة
تتيح Rytr في خطتها المجانية توليد ما يصل إلى 10,000 حرف شهرياً، مع أكثر من 40 حالة استخدام تنوع بين الكتابة الإبداعية والتسويقية.
كيف يعمل
- يختار المستخدم “Use Case” (مثلاً: مقالة مدونة، إيميل بيع…)
- ثم يحدد “Tone” من 20+ خياراً (رسمي، مرح، تحفيزي…).
- يضيف “Context” أو نبذة قصيرة، وينقر “Generate”.
نقاط القوة
- امتداد Chrome: الكتابة في أي محرر نصوص أو CMS مباشرة.
- مدقق الانتحال: يوفر تقرير مصغّر عن نسبة الاصالة.
- سرعة التفاعل: نتائج في أقل من ثانية.
التميّز
- تجربة سلسة تناسب المستخدمين الجدد، وواجهة خفيفة الاستجابة.
- دعم الكتابة باللغة العربية مع اختيار اللهجات والأساليب.
العوائق
- لا يدعم التكامل العميق مع البرامج المكتبية.
- حدّ الحروف قد يعيق إنتاج مقالات طويلة متكاملة.
6. Writecream (No Sign-Up Required)
نظرة عامة
تتميّز Writecream بإمكانية الاستخدام الفوري دون تسجيل حساب، ما يجعلها من أكثر أدوات الذكاء الاصطناعي للكتابة سهولةً للوصول السريع.
طريقة الاستخدام
- زيارة الموقع، اختيار نوع المحتوى (مقال، بريد إلكتروني، منشور سوشيال).
- كتابة موضوع أو جملة تعريفية (Prompt).
- الحصول على النص فوراً مع خيارات للتعديل.
الميزات
- واجهة “No Sign-Up”: لا عوائق تسجيل أو إدخال بيانات.
- تخصيص متقدم: ضبط عدد الكلمات، واختيار اللغة واللهجة.
- تصدير مباشر: نسخ النص أو تنزيله بصيغ TXT/PDF.
نقاط فارقة
- مثالية للمهام العاجلة وحالات الطوارئ التي تتطلب المساعدة في كتابة المحتوى الفوري.
- دعم للأغراض المتعددة دون الحاجة للتنقّل بين أدوات مختلفة.
التحديات
- محدودية خيارات التخصيص مقارنةً بالأدوات المخصّصة.
- قد يتطلب أحياناً إعادة صياغة يدوية لملء الفجوات السياقية.
7. Scalenut
الوصف:
Scalenut هي أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي مخصصة لمساعدة الكتّاب في إنشاء محتوى متوافق مع محركات البحث. تقدم خطة مجانية تحت اسم “Community Plan” بحد أقصى 1500 كلمة شهريًا.
المميزات:
- أدوات مدمجة لتحليل الكلمات المفتاحية واقتراح العناوين المثالية.
- كتابة محتوى طويل مُحسَّن لمحركات البحث (SEO).
- إمكانية تتبع أداء الكلمات المفتاحية داخل المنصة.
نقاط التفرّد:
تدمج Scalenut بين الذكاء الاصطناعي وتقنيات تحليل المحتوى، ما يجعلها من أقوى أدوات المساعدة في كتابة المحتوى مع مراعاة معايير السيو.
العيوب:
الحد المجاني الشهري للكلمات قد لا يكفي للمستخدمين الذين يكتبون بشكل مكثف، كما أن بعض أدوات التحليل العميق تتطلب ترقية مدفوعة.
الاستخدامات المفضلة:
كتابة المقالات المتوافقة مع محركات البحث، وتحسين ترتيب المحتوى في نتائج البحث.
8. QuillBot
الوصف:
QuillBot أداة شهيرة تُستخدم لإعادة الصياغة وتحسين الأسلوب اللغوي. تتيح الخطة المجانية إعادة صياغة حتى 10,000 حرف في كل عملية، كما تدعم التلخيص والتدقيق اللغوي.
المميزات:
- توفر أوضاع متعددة لإعادة الصياغة، مثل: الرسمي، الإبداعي، والتلخيصي.
- إمكانية تلخيص النصوص الطويلة للحصول على الأفكار الرئيسية.
- أداة تدقيق لغوي ونحوي مدمجة لتحسين النصوص.
نقاط التفرّد:
تُعد من أقوى أدوات الذكاء الاصطناعي في تحسين الأسلوب وإعادة صياغة المحتوى بطريقة احترافية، دون التأثير على المعنى الأصلي.
العيوب:
لا تقوم بتوليد محتوى من الصفر، بل تعتمد على وجود نص مكتوب مسبقًا. كما أن بعض المميزات المتقدمة محجوزة للمستخدمين المدفوعين.
الاستخدامات المفضلة:
تحسين جودة الأسلوب، تلخيص الفقرات الطويلة، وإعداد النصوص المعدّلة للنشر المهني أو الأكاديمي.
أفضل الممارسات لتحقيق أقصى استفادة

- جمع العناوين الفرعية أولاً: ابدأ بتوليد قائمة بالعناوين الفرعية قبل كتابة المحتوى الرئيسي، لضمان هيكل منطقي ومتسلسل.
- المزج بين أدوات متعددة: استخدم ChatGPT للمسودات الطويلة، وCopy.ai للإعلانات، وRytr للتدوينات السريعة، وWritecream للطوارئ.
- المراجعة البشرية: رغم كفاءة الذكاء الاصطناعي، لا غنى عن التدقيق البشري لتصحيح المعاني وضبط الأسلوب.
- ضبط الكلمات المفتاحية: وزّع الكلمة الرئيسة (أدوات الذكاء الاصطناعي للكتابة) والكلمتين الفرعيتين بشكل طبيعي داخل العناوين والفقرات الأولى والأخيرة.
- التخصيص المستمر: قم برفع نماذج من أسلوبك الشخصي للأدوات التي تدعم “Brand Voice” لتحسين النتائج المستقبلية.
آفاق المستقبل

يتوقّع المختصون أن تشهد أدوات الذكاء الاصطناعي مزيداً من التطور في:
- الفهم الدلالي العميق: قراءَة النّصّ وفهمه كإنسان لتوليد محتوى أكثر واقعية.
- التكامل الصوتي والمرئي: إمكانية توليد نصوص بناءً على المقاطع الصوتية والفيديو.
- التخصيص الذاتي: نماذج تتعلّم من أسلوبك الشخصي باستمرار دون إعادة تدريب يدوي.
الخلاصة
توفّر الأدوات المجانية الستّ (ChatGPT، Gemini Basic، Microsoft Copilot، Copy.ai، Rytr، Writecream) طيفاً واسعاً من إمكانيات المساعدة في كتابة المحتوى عبر منظومة الذكاء الاصطناعي المتطورة. بتطبيق المعايير والموصى به في هذه المقالة، يمكنك اختيار الأداة المناسبة وفق حجم الإنتاج وبيئة العمل، وتحقيق إنتاجية عالية مع الحفاظ على جودة النص وتجانسه. ابدأ اليوم بتجربة هذه الأدوات، وارتقِ بمستوى محتواك دون عناء وتكلفة!