الكلمات المفتاحية الطويلة: 8 طرق للاستفادة وزيادة الزيارات وتحسين التحويل

لماذا تعتبر الكلمات الطويلة فرصة ذهبية

لقد شهد سلوك المستخدمين على الإنترنت تحولًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث لم يعد البحث مقتصراً على الكلمات العامة والمجردة. بدلاً من البحث عن مصطلح عام مثل “SEO”، أصبح المستخدم يميل إلى استخدام استفسارات دقيقة ومحددة تعكس نيته الفعلية واحتياجاته المباشرة، مثل “أفضل أدوات SEO مجانية للمبتدئين”. هذا التطور في طريقة البحث هو جوهر ما يُعرف بالكلمات المفتاحية الطويلة. هذه الكلمات ليست مجرد عبارات أطول، بل هي نافذة لفهم العقلية الفعلية للباحث وما يريد الوصول إليه بالضبط. إنها تمثل فرصة ذهبية للمحتوى والمواقع الإلكترونية التي ترغب في تحقيق التميز والوصول إلى جمهورها المثالي.
تكمن القيمة الحقيقية للكلمات الطويلة في قدرتها على استقطاب جمهور مستهدف بدرجة عالية. على عكس الكلمات القصيرة التي قد تجذب زواراً غير مهتمين، فإن الكلمات المفتاحية الطويلة تستقطب زواراً لديهم نية واضحة (Search Intent). هذه النية قد تكون معلوماتية، حيث يبحث المستخدم عن معلومة معينة؛ أو تجارية، حيث يقارن بين المنتجات والخدمات قبل اتخاذ قرار الشراء؛ أو معاملاتية، حيث يكون مستعداً لإتمام عملية شراء فورية. هذا الاستهداف الدقيق يقلل من الزوار غير المهتمين ويزيد بشكل مباشر من احتمالية التفاعل والتحويل داخل الموقع.
علاوة على ذلك، فإن الكلمات الطويلة توفر بيئة أقل تنافسية مقارنة بالكلمات القصيرة التي تشهد منافسة شرسة من المواقع الكبرى ذات السلطة العالية. هذا يمنح المواقع الجديدة أو الصغيرة فرصة حقيقية للظهور في الصفحات الأولى من نتائج البحث (SERPs) دون الحاجة إلى موارد ضخمة للمنافسة على الكلمات العامة. إنها تمثل نقطة انطلاق مثالية لبناء الوجود الرقمي وتعزيز العلامة التجارية.
إن القيمة الحقيقية لهذه الكلمات لا تكمن في حجم البحث الفردي لكل كلمة على حدة، والذي قد يكون منخفضاً، بل في القيمة التجميعية لمئات أو آلاف من هذه الكلمات. عندما يتم استهداف مجموعة كبيرة ومتنوعة من الكلمات الطويلة، فإن مجموع الزيارات التي تجلبها هذه الكلمات يمثل غالبية عمليات البحث على الإنترنت. وبذلك، فإن الاستراتيجية الفعالة لا تتمثل في الفوز بسباق كلمة واحدة، بل في بناء شبكة واسعة من المحتوى المخصص الذي يتصدر نتائج البحث لمجموعة كبيرة من الكلمات، مما يضمن تدفقاً مستمراً ومستداماً من الزيارات المستهدفة.
2. الفرق بين الكلمات المفتاحية القصيرة والطويلة
يُعد التمييز بين الكلمات المفتاحية القصيرة والطويلة خطوة أساسية لفهم كيفية عمل محركات البحث وكيفية بناء استراتيجية محتوى ناجحة. لا يقتصر الفارق بينهما على عدد الكلمات فقط، بل يمتد ليشمل عدة جوانب حيوية تؤثر بشكل مباشر على استراتيجية السيو.
التعريف والمكونات
- الكلمات المفتاحية القصيرة (Short-tail): تعرف بأنها تتكون عادةً من كلمة إلى ثلاث كلمات، وتكون عامة في موضوعها وشديدة المنافسة. أمثلة على ذلك: “سيو” أو “تسويق” أو “مطاعم”. تُستخدم هذه الكلمات عادةً لتوضيح الموضوع بشكل عام في المحتوى.
- الكلمات المفتاحية الطويلة (Long-tail): تتكون من أربع كلمات أو أكثر، وتكون أكثر تحديدًا ودقة، وتغطي موضوعًا أو استعلامًا بحثياً محدداً. أمثلة على ذلك: “كيفية تحسين سيو بلوجر” أو “أفضل مطاعم إيطالية في الرياض”.
المقارنة الشاملة: الحجم، المنافسة، ونية المستخدم
الميزة | الكلمات المفتاحية القصيرة | الكلمات المفتاحية الطويلة |
عدد الكلمات | من كلمة إلى 3 كلمات | من 4 كلمات فأكثر |
حجم البحث | عالٍ جداً | أقل |
مستوى المنافسة | شديد للغاية | منخفض |
نية المستخدم | عامة وغامضة | محددة وواضحة |
معدل التحويل | منخفض | عالٍ |
أمثلة | “SEO” ، “تسويق رقمي” | “أفضل أدوات SEO مجانية لعام 2024” ، “أفضل استراتيجيات التسويق الرقمي” |
الفارق الحقيقي بين النوعين لا يكمن في عدد الكلمات فقط، بل في الفجوة بين نية المستخدم ودرجة المنافسة. الكلمات القصيرة، بسبب عموميتها، تجذب زواراً لديهم نية عامة وغير واضحة. على سبيل المثال، البحث عن كلمة “سيو” قد يكون بهدف الحصول على تعريف، أو تعلم أساسياته، أو شراء خدمة، وهذا الغموض يؤدي إلى انخفاض معدل التحويل. في المقابل، الكلمات الطويلة تعكس نية بحث محددة وواضحة. فعندما يبحث شخص عن “أفضل مطاعم إيطالية في الرياض”، فإنه يكون أقرب إلى اتخاذ قرار الزيارة أو الشراء منه عندما يبحث عن كلمة عامة مثل “مطاعم”.
هذا الاستهداف الدقيق يقلل من الزوار غير المهتمين ويزيد بشكل مباشر من احتمالية تحقيق الإجراء المطلوب، مما يفسر سبب ارتفاع معدل تحويل الكلمات الطويلة. هذا هو الأساس الذي يجب أن تبنى عليه استراتيجية المحتوى بالكامل: فهم “نية البحث” هو المفتاح. يجب ألا يتم النظر إلى الكلمات المفتاحية على أنها مجرد مصطلحات، بل على أنها تعبير عن احتياجات حقيقية للمستخدمين. التركيز على الكلمات الطويلة يتيح للمواقع الجديدة بناء قاعدة جماهيرية ذات نية عالية وتحقيق تحويلات فعلية قبل السعي وراء الزيارات الكبيرة التي توفرها الكلمات القصيرة.
3. أدوات البحث عن الكلمات المفتاحية الطويلة

يُعد استخدام الأدوات المناسبة أمراً حيوياً لاكتشاف الكلمات المفتاحية الطويلة، حيث توفر هذه الأدوات بيانات دقيقة حول حجم البحث والمنافسة ونية المستخدم. لا توجد أداة واحدة “مثالية”، فالمنهج الأمثل يعتمد على استخدام مزيج من الأدوات المجانية والمدفوعة في مراحل مختلفة من استراتيجية البحث.
أدوات مجانية لبدء الرحلة
- اقتراحات البحث التلقائي من جوجل (Google Autocomplete): عند كتابة كلمة في مربع بحث جوجل، يقدم المحرك اقتراحات تلقائية شائعة بناءً على الكلمات الأكثر استخداماً. هذه الاقتراحات تعد مصدراً غنياً للكلمات الطويلة التي يستخدمها المستخدمون فعلاً. يمكن استخدام هذه الطريقة للحصول على أفكار أولية لموضوعات المحتوى.
- أداة Google Keyword Planner: تُعتبر أداة مجانية من جوجل توفر بيانات حول حجم البحث الشهري ومستوى المنافسة. على الرغم من أنها مصممة في الأساس للحملات الإعلانية المدفوعة (PPC)، إلا أنها تعد مصدراً ممتازاً لأفكار الكلمات الجديدة.
- أداة(https://answerthepublic.com/): تتميز هذه الأداة بأسلوب فريد في عرض استفسارات البحث بصيغة أسئلة ومقارنات. هذا يساعد في الكشف عن الكلمات الطويلة المبنية على أسئلة المستخدمين الفعلية، مما يوفر أفكاراً لمحتوى شامل وموجه لحل المشكلات.
- أداة Ubersuggest: أداة سهلة الاستخدام، تقدم مقترحات للكلمات الطويلة، وتوفر بيانات حول حجم البحث والمنافسة، وتعد خياراً ممتازاً للمبتدئين والمحترفين على حد سواء.
أدوات احترافية للتحليل العميق
- أداة(https://www.semrush.com/): منصة شاملة توفر بيانات دقيقة حول حجم البحث والمنافسة. تتميز بأدوات متقدمة مثل “Keyword Magic Tool” و”Keyword Gap Analysis” التي تكشف عن الكلمات التي يتصدرها المنافسون، مما يمنح المستخدم ميزة تنافسية حقيقية.
- أداة Ahrefs: أداة قوية لتحليل الروابط الخلفية والكلمات المفتاحية. تساعد في تحديد الكلمات ذات المنافسة المنخفضة، وتتبع أداء الكلمات بفعالية. توفر الأداة إمكانية معرفة معدل صعوبة الكلمة (Keyword Difficulty) وتحديد عدد الروابط الخلفية المطلوبة للتفوق على المنافسين.
إن المنهج الفعال في استخدام هذه الأدوات يتبع تسلسلاً منطقياً. يبدأ المبتدئ بأدوات مجانية مثل “Google Autocomplete” للحصول على أفكار أولية، ثم يستخدم “AnswerThePublic” لتوسيع هذه الأفكار وتحويلها إلى أسئلة محتوى. بعد ذلك، يمكن استخدام “Google Keyword Planner” للتحقق من حجم البحث الأساسي. أما للمحترف، فتأتي الأدوات المدفوعة كخطوة تالية للتحليل العميق. يمكن استخدام “Semrush” لإجراء تحليل “Keyword Gap” لمعرفة الكلمات الطويلة التي يتصدرها المنافسون والتي قد لا تكون ظاهرة في الأدوات المجانية، مما يمنحه ميزة تنافسية حقيقية. هذا التسلسل يوضح أن الأدوات ليست بديلاً عن بعضها البعض، بل هي أدوات مكملة في خطة عمل متكاملة.
4. اختيار الكلمات الطويلة المناسبة لمحتوى موقعك
اختيار الكلمة المفتاحية الطويلة المناسبة ليس مجرد عملية بحث عن مصطلحات، بل هو عملية فهم عميقة للمستخدم والسوق والمنافسين. يُعد هذا الاختيار هو الحجر الأساس الذي يُبنى عليه نجاح استراتيجية المحتوى بأكملها.
فهم نية البحث (Search Intent)
قبل اختيار أي كلمة، يجب فهم الغاية من وراء بحث المستخدم. يمكن تصنيف نية المستخدم إلى أربعة أنواع رئيسية:
- نية معلوماتية: يبحث المستخدم عن معلومة معينة. مثال: “كيفية كتابة مقال متوافق مع السيو”.
- نية تنقلية: يبحث المستخدم عن موقع محدد. مثال: “تسجيل دخول حساب Apple ID”.
- نية تجارية: يقارن المستخدم بين المنتجات أو الخدمات قبل اتخاذ قرار الشراء. مثال: “أفضل أدوات SEO”.
- نية معاملاتية (شرائية): يكون المستخدم جاهزاً لإتمام عملية شراء. مثال: “شراء بدلة رياضية”.
إن فهم نية البحث هو أساس نجاح الكلمة، حيث يجب التأكد من أن الكلمة التي تم اختيارها تتماشى مع المحتوى الذي يتم تقديمه.
تحليل المنافسين ومواقعهم
تُعد دراسة الكلمات الطويلة التي يستخدمها المنافسون الناجحون خطوة حيوية لاكتشاف الفرص الذهبية التي لم يتم استغلالها بعد. يمكن استخدام أدوات احترافية مثل Semrush أو Ahrefs لتحليل الكلمات التي تجلب لهم الزيارات، مما يمنح رؤية واضحة حول استراتيجياتهم الناجحة.
تقييم مقاييس الكلمات (حجم البحث وصعوبة الكلمة)
- حجم البحث (Search Volume): يُقاس بعدد المرات التي يتم فيها البحث عن الكلمة شهرياً. على الرغم من أن حجم البحث على الكلمات الطويلة يكون أقل، فإنه لا يجب استهداف الكلمات ذات الحجم الصفري، ولكن لا يجب أيضاً تجنب الكلمات ذات الحجم المنخفض إذا كانت ذات نية عالية وتحويل عالٍ.
- صعوبة الكلمة (Keyword Difficulty): مقياس يوضح مدى صعوبة التصدر للكلمة. الكلمات الطويلة تتمتع بدرجة صعوبة أقل، مما يجعلها خياراً مثالياً للمواقع الجديدة أو تلك التي تسعى لتوسيع نطاقها.
استراتيجية بناء “عناقيد المواضيع” (Topic Clusters)
بدلاً من كتابة مقالات معزولة، يُنصح بتبني استراتيجية متقدمة تُعرف بـ”عناقيد المواضيع”. تعتمد هذه الاستراتيجية على بناء محتوى رئيسي (Pillar Page) حول كلمة مفتاحية عامة مثل “التسويق بالمحتوى”، ثم ربطها بمقالات فرعية مفصلة (Cluster Content) تستهدف كلمات طويلة مثل “أهداف التسويق بالمحتوى” أو “أفضل أدواته”.
هذا المنهج يحل مشكلة “تنافس الصفحات” (Keyword Cannibalization)، حيث تتنافس صفحات الموقع مع بعضها على نفس الكلمة. كما أنه يزيد من احتمالية ظهور الموقع في نتائج متعددة، مما يعزز من سلطته في المجال (Topical Authority). هذا يؤكد أن الكلمات الطويلة ليست مجرد محتوى مستقل، بل هي “عناقيد” تكمل بعضها البعض، ويجب أن يكون اختيار الكلمات ضمن خطة أوسع لترتيب المحتوى بشكل منطقي.
5. كتابة محتوى متوافق مع هذه الكلمات

تُعد كتابة المحتوى الذي يدمج الكلمات المفتاحية الطويلة بشكل فعال خطوة حاسمة لضمان تحقيق أقصى استفادة من جهود البحث. الأمر لا يقتصر على مجرد إدراج الكلمات، بل على صياغة المحتوى بطريقة طبيعية ومفيدة للقارئ وفي نفس الوقت متوافقة مع محركات البحث.
نصائح لدمج الكلمات بشكل طبيعي
الأولوية القصوى عند كتابة المحتوى يجب أن تكون لجودة المحتوى وقيمته بالنسبة للقارئ. يجب أن يكون استخدام الكلمات المفتاحية متوازناً وطبيعياً، دون إفراط أو حشو مبالغ فيه. حشو الكلمات (Keyword Stuffing) يضر بالترتيب ويجعل المحتوى يبدو غير طبيعي وغير مفيد، مما يؤدي إلى نتائج عكسية. المحتوى المصاغ بشكل طبيعي هو مؤشر على أنه يقدم إجابة شاملة ومفصلة لاستعلام المستخدم.
توزيع الكلمات في أماكنها الاستراتيجية
توزيع الكلمات المفتاحية بذكاء في أماكن محددة داخل الصفحة يعزز من ظهورها ويحسن من تجربة القارئ:
- العنوان الرئيسي (Title) والوصف التعريفي (Meta Description): يُنصح بوضع الكلمة المفتاحية الرئيسية في بداية العنوان لجذب انتباه القارئ، وفي الوصف التعريفي لزيادة معدل النقر (CTR).
- العناوين الفرعية (H2, H3): تساعد العناوين الفرعية على تنظيم المحتوى وتقسيمه إلى أجزاء سهلة الفهم، مع دمج الكلمات المفتاحية الطويلة فيها لتعزيز فهم محركات البحث للموضوع.
- المقدمة والخاتمة: يُفضل ذكر الكلمات المفتاحية في الفقرة الأولى والأخيرة للمقال لتعزيز الفكرة الأساسية.
- النص البديل للصور (Alt Text): يساعد في تحسين أداء الصور في البحث، ويوفر فرصة إضافية لتضمين الكلمات الطويلة بشكل طبيعي.
إن استخدام الكلمات بشكل طبيعي هو مؤشر على أن المحتوى يقدم إجابة شاملة ومفصلة لاستعلام المستخدم. عندما يتم توزيع الكلمات بذكاء في العناوين والفقرات، يصبح المحتوى أكثر قابلية للمسح الضوئي (scannable) وأسهل في الفهم، وهذا يحسن من تجربة المستخدم (UX). محركات البحث الحديثة، وخاصة جوجل، تضع تجربة المستخدم في صدارة أولوياتها. ولذلك، فإن المحتوى المصاغ للقارئ هو في النهاية محتوى محسّن لمحرك البحث. بدلاً من “الحشو”، يجب التركيز على “التنوع” عبر استخدام الكلمات المرادفة والمترابطة (LSI)، مما يغني المحتوى ويجنب التكرار.
6. تحليل نتائج الأداء وتعديل الاستراتيجية
تُعد مرحلة تحليل الأداء حلقة تغذية راجعة مستمرة تتيح فهم سلوك المستخدم وتحسين الاستراتيجية بشكل دوري. إن الأمر لا يقتصر على مجرد إطلاق المحتوى، بل يتطلب مراقبة مستمرة للنتائج من خلال الأدوات الصحيحة.
أدوات القياس الرئيسية
- Google Analytics: أداة أساسية لقياس سلوك الزوار في الموقع، مثل مدة بقائهم ومعدل الارتداد (Bounce Rate)، ومعدل التحويل. هذه البيانات توضح مدى تفاعل المستخدم مع المحتوى.
- (https://search.google.com/search-console/): أداة مجانية لا غنى عنها لفهم كيفية وصول الزوار إلى موقعك من خلال الكلمات المفتاحية الفعلية التي استخدموها في البحث. كما تتيح تتبع مرات الظهور والنقرات، وتوفر رؤى حول المشكلات التقنية المحتملة.
مقاييس النجاح التي يجب تتبعها
- معدل الظهور ومعدل النقر (Impressions & CTR): مرات الظهور توضح كم مرة ظهر موقعك في نتائج البحث، ومعدل النقر يوضح مدى جاذبية عنوانك ووصفك للمستخدمين.
- معدل التحويل (Conversion Rate): يوضح نسبة الزوار الذين قاموا بإجراء مرغوب فيه، مثل الشراء أو الاشتراك. الكلمات الطويلة تتميز بمعدل تحويل أعلى لأنها تستهدف زواراً بنية واضحة.
- مدة بقاء المستخدم في الصفحة (Dwell Time): مؤشر على جودة المحتوى ومدى ملاءمته لنية البحث. كلما كانت المدة أطول، دلّ ذلك على أن المحتوى يرضي القارئ ويحل مشكلته.
يُمكن دمج البيانات من Search Console وAnalytics للحصول على رؤية متكاملة. Search Console يجيب على سؤال “كيف وجدني الزائر؟”، بينما Analytics يجيب على سؤال “ماذا فعل الزائر بعد أن وجدني؟”. على سبيل المثال، إذا كانت إحدى الكلمات الطويلة تجلب زيارات عالية ولكن معدل الارتداد مرتفع، فهذا يشير إلى أن المحتوى لا يلبي نية المستخدم بالشكل المطلوب. هذا التحليل الدقيق يسمح بتحديد نقاط الضعف بدقة: هل المشكلة في العنوان (معدل النقر منخفض)؟ أم في المحتوى نفسه (معدل ارتداد عالٍ)؟ أم أن الكلمة غير مناسبة للأعمال؟ الإجابة على هذه الأسئلة من خلال البيانات تضمن أن تكون التعديلات على الاستراتيجية مبنية على حقائق لا على تخمينات.
7. دمج الكلمات الطويلة مع السيو العام

الكلمات المفتاحية الطويلة ليست مجرد عامل ترتيب منفرد، بل هي حجر الزاوية الذي تبنى عليه استراتيجية سيو شاملة ومتكاملة. إن دمجها بفعالية يساهم في تحسين جوانب متعددة من السيو، بما يتجاوز مجرد جلب الزيارات المباشرة.
أهمية الكلمات الطويلة في السيو التقني
يساهم المحتوى الغني بالكلمات الطويلة في بناء بنية موقع قوية. فعندما يتم إنشاء محتوى متخصص يعالج جوانب محددة من موضوع عام، يصبح الموقع مرجعاً شاملاً في مجاله، مما يسهل على محركات البحث فهم سياقه بالكامل. هذا الفهم الأعمق يقلل من الغموض (Ambiguity) ويحسن من عملية الفهرسة، مما يساهم في تحسين السيو التقني بشكل غير مباشر.
دورها في بناء الروابط الداخلية والخارجية
المقالات الغنية بالكلمات الطويلة والمفيدة تشجع على بناء الروابط الداخلية بين صفحات الموقع، مما يزيد من تدفق السلطة (Link Juice) ويعزز من ترتيب الصفحات الأخرى. كما أنها تجذب الروابط الخارجية من مصادر موثوقة لأنها تقدم قيمة فريدة وعميقة، مما يزيد من سلطة الموقع (Domain Authority) على المدى الطويل.
الكلمات الطويلة وتجربة المستخدم (UX)
المحتوى الذي يستهدف الكلمات الطويلة غالباً ما يكون مفصلاً ويجيب على أسئلة محددة، مما يرضي المستخدم بشكل كامل. هذا الرضا يؤدي إلى زيادة مدة بقائه في الموقع وتقليل معدل الارتداد، وهذا بدوره يُعد إشارة إيجابية لمحركات البحث، مما يعزز من ترتيب الصفحة. إن كل مقال جديد يستهدف كلمة طويلة هو بمثابة لبنة إضافية في بناء سلطة الموقع، مما يعزز من أداء الموقع بالكامل في محركات البحث.
8. خلاصة: زيادة زيارات الموقع وتحسين معدل التحويل
إن الكلمات المفتاحية الطويلة هي استراتيجية فعالة لجذب حركة المرور المستهدفة، وتعزيز فرص التحويل، وتقليل المنافسة. لقد أثبتت هذه الاستراتيجية نجاحها في العديد من الحالات الواقعية، مما يؤكد أنها خارطة طريق عملية لتحقيق نتائج ملموسة، خاصة للمشاريع الجديدة والطموحة.
دراسة حالة: قصة نجاح من الواقع
لنأخذ على سبيل المثال متجراً إلكترونياً يبيع عطوراً فاخرة في المملكة العربية السعودية. في بداية عمله، كان المتجر يستهدف كلمات عامة مثل “عطور” أو “عطور فاخرة”، وواجه صعوبة بالغة في التصدر بسبب المنافسة الشديدة من المتاجر الكبرى.
تم تغيير الاستراتيجية بالكامل للتركيز على الكلمات الطويلة من خلال الخطوات التالية:
- البحث الدقيق: باستخدام أدوات احترافية مثل Semrush وAhrefs، تم العثور على كلمات طويلة ذات صلة بنية المستخدم، مثل “عطور فرنسية نسائية فواحة” أو “أفضل عطور عود رجالي للمناسبات”.
- صناعة المحتوى: تم إنشاء مقالات متخصصة ودلائل شراء تفصيلية تستهدف هذه الكلمات، مثل “دليل شامل لأفضل عطور العود الرجالية”.
- النتيجة: بعد بضعة أشهر، تضاعفت الزيارات العضوية للموقع بشكل كبير، وارتفع معدل التحويل بشكل ملحوظ لأن الزوار كانوا يبحثون عن منتج محدد ولديهم نية شرائية واضحة تجاهه.
إن القيمة الحقيقية لهذه الأمثلة ليست في القصة نفسها، بل في الدروس التي يمكن استخلاصها وتطبيقها. القاسم المشترك في كل قصص النجاح المذكورة هو التركيز على القيمة والجمهور المستهدف. سواء كان ذلك عبر المحتوى التعليمي أو الأدوات الموجهة للبيانات، فإن النجاح يعتمد على تقديم شيء فريد يحل مشكلة معينة لجمهور محدد. هذا يؤكد أن الكلمات الطويلة هي تجسيد لمبدأ “القيمة أولاً”. بدلاً من مطاردة الزوار بالكلمات العامة، يتم استهداف الزوار الذين يبحثون عن حل لمشكلة محددة، ثم يتم تقديم الحل لهم. هذا النهج يبني الثقة ويحول الزائر إلى عميل محتمل، مما يختصر رحلة المستخدم ويحقق الأهداف التسويقية بشكل أكثر كفاءة.
نصائح أخيرة لتحقيق أقصى استفادة
- التركيز على الجودة لا الكم: يجب أن تكون الأولوية لإنشاء محتوى عالي الجودة يقدم قيمة حقيقية، حتى لو كان عدد المقالات أقل.
- استخدام الكلمات الطويلة في رحلة المستخدم بأكملها: يجب تضمين الكلمات الطويلة في جميع مراحل رحلة المستخدم، من مرحلة البحث عن المعلومات الأولية إلى مرحلة اتخاذ قرار الشراء.
- الاستمرار في البحث والتحليل: عالم السيو يتغير باستمرار، لذا يجب الاستمرار في البحث عن كلمات جديدة وتتبع أداء الكلمات الحالية وتعديل الاستراتيجية بناءً على البيانات.