الذكاء الإصطناعي

الذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء وتحليل مشاعرهم: 8 طرق لفهم جمهورك

في عالم الأعمال اليوم، حيث يتسارع إيقاع المنافسة وتتزايد توقعات العملاء، يصبح فهم احتياجات الجمهور أمرًا حاسمًا. لم يعد يكفي تلبية المتطلبات الأساسية للعملاء، بل أصبح من الضروري استشعار مشاعرهم وتوقعاتهم الخفية. هل تشعر بالإحباط؟ هل أنت سعيد؟ هل لديك اقتراح؟ هذه الأسئلة التي كانت في السابق تُطرح من خلال استبيانات مطولة أو مكالمات خدمة عملاء مكثفة، أصبحت الآن تُحلل بشكل فوري وبدقة متناهية بفضل الذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء

ما أهمية فهم مشاعر الجمهور اليوم؟

في السابق، كانت الشركات تعتمد بشكل كبير على الاستبيانات ومجموعات التركيز لجمع رؤى الجمهور. ومع ذلك، كانت هذه الطرق تستغرق وقتًا طويلاً، وغالبًا ما تكون مكلفة، ولا تقدم صورة شاملة ودقيقة لمشاعر العملاء في الوقت الفعلي.

اليوم، مع التدفق الهائل للبيانات عبر منصات التواصل الاجتماعي، ومواقع المراجعات، ورسائل البريد الإلكتروني، والمحادثات النصية، أصبح فهم مشاعر الجمهور أكثر أهمية من أي وقت مضى.

يمكن أن يؤدي الإخفاق في فهم هذه المشاعر إلى فقدان العملاء، وتدهور سمعة العلامة التجارية، وفي نهاية المطاف، خسارة الإيرادات.

من ناحية أخرى، فإن فهم فهم سلوك المستهلك ومشاعرهم يمكن أن يفتح أبوابًا لفرص جديدة، وتحسين المنتجات والخدمات، وبناء ولاء لا يتزعزع.

كيف غيّر الذكاء الاصطناعي طريقة تواصلنا مع العملاء؟

لقد أحدث الذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء ثورة حقيقية في طريقة تواصلنا مع عملائنا.

فمن خلال استخدام خوارزميات متطورة، أصبح بإمكان الشركات الآن تحليل كميات هائلة من البيانات النصية والصوتية في غضون ثوانٍ، واستخلاص رؤى قيمة حول مشاعر العملاء. لم يعد التواصل أحادي الاتجاه، حيث ترسل الشركات رسائلها ويتلقاها العملاء، بل أصبح تفاعليًا وديناميكيًا، حيث يتم الاستماع إلى صوت العميل وتحليله والاستجابة له بشكل فعال.

هذا التحول ليس مجرد تقني، بل هو تحول ثقافي يضع العميل في صميم كل استراتيجية، مما يعزز من فهم سلوك المستهلك.

2. ما هو تحليل المشاعر؟

الذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء

للتعمق في دور الذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء، لا بد من فهم احتياجات الجمهور وأيضًا فهم سلوك المستهلك بشكل أكبر، وإدراك مفهوم “تحليل المشاعر”.تعريف بسيط وواضح لتحليل المشاعر (Sentiment Analysis)تحليل المشاعر، أو ما يُعرف بالإنجليزية (Sentiment Analysis)، هو عملية استخدام تقنيات الحوسبة لتحديد واستخراج الآراء والمشاعر الموجودة في نص معين.

بمعنى آخر، هو علم استخدام الذكاء الاصطناعي لفهم ما إذا كانت قطعة من النص تعبر عن شعور إيجابي، سلبي، أو حيادي. تخيل أنك تقرأ مئات الآلاف من التعليقات يوميًا؛ سيستغرق الأمر منك شهورًا لفهم المزاج العام. هنا يأتي دور تحليل المشاعر، فهو يعمل كمرشح ذكي يفرز هذه التعليقات ويصنفها بناءً على النبرة العاطفية.

هذا التحليل يساعد الشركات في الحصول على رؤى الجمهور بسرعة وفعالية.الفرق بين المشاعر الإيجابية والسلبية والحياديةعندما يتم تطبيق تحليل المشاعر على نص ما، فإنه يصنفه عادةً إلى واحدة من الفئات الثلاث الرئيسية:

المشاعر الإيجابية: تشير إلى رضا العميل، الإعجاب بالمنتج أو الخدمة، أو التعبير عن تجربة إيجابية. على سبيل المثال، تعليق مثل “المنتج رائع وأنا سعيد جدًا بشرائه!” يُصنف على أنه إيجابي.

المشاعر السلبية: تدل على استياء العميل، شكوى، خيبة أمل، أو أي تعبير عن تجربة سلبية. مثال على ذلك: “خدمة العملاء كانت سيئة للغاية ولم يتم حل مشكلتي.”

المشاعر الحيادية: تعني أن النص لا يحمل أي دلالة عاطفية واضحة، أو أنه مجرد وصف للحقائق.

على سبيل المثال: “المنتج وصل في الموعد المحدد.” لا يوجد هنا أي شعور إيجابي أو سلبي واضح.القدرة على التمييز بين هذه الفئات تمكن الشركات من فهم احتياجات الجمهور بشكل أدق والاستجابة لها بفعالية، وبالتالي تحسين فهم سلوك المستهلك.دوره في فهم نوايا وسلوك العملاءتحليل المشاعر يتجاوز مجرد التصنيف السطحي.

إنه يلعب دورًا حيويًا في فهم سلوك المستهلك ونواياهم الكامنة وراء الكلمات. على سبيل المثال، قد يشير ارتفاع عدد التعليقات السلبية حول ميزة معينة في منتج ما إلى ضرورة إعادة تصميمها أو إزالتها.

وبالمثل، قد يشير تكرار التعليقات الإيجابية حول خدمة معينة إلى أنها نقطة قوة يجب التركيز عليها في الحملات التسويقية.يساعد تحليل المشاعر في:

تحديد المشكلات مبكرًا: قبل أن تتفاقم الشكاوى، يمكن للشركات التعرف على أنماط المشاعر السلبية والاستجابة لها على الفور.

قياس رضا العملاء: يقدم مؤشرًا كميًا لمدى رضا العملاء عن المنتجات والخدمات، مما يساعد في تقييم أداء الأعمال.

تحسين المنتجات والخدمات: من خلال تحليل رؤى الجمهور واستجاباتهم العاطفية، يمكن للشركات إجراء تعديلات مستنيرة على عروضها.

تخصيص تجارب العملاء: يمكن للشركات استخدام هذه البيانات لتقديم تجارب أكثر تخصيصًا للعملاء، مما يزيد من ولائهم.

باختصار، يمثل تحليل المشاعر جسرًا بين الكلمات والمشاعر، مما يمكن الشركات من فهم احتياجات الجمهور بشكل أعمق واتخاذ قرارات تجارية أكثر ذكاءً.

3. كيف يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل مشاعر الجمهور؟

يعتمد الذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء بشكل كبير على مجموعة من التقنيات المتطورة لتحليل مشاعر الجمهور واستخلاص رؤى الجمهور القيمة. هذه التقنيات هي التي تمكن الأنظمة من فهم احتياجات الجمهور بشكل غير مسبوق، وبالتالي تعزيز فهم سلوك المستهلك.تقنيات مثل:

معالجة اللغة الطبيعية (NLP)، التعلم الآلي معالجة اللغة الطبيعية (NLP – Natural Language Processing): تُعد معالجة اللغة الطبيعية العمود الفقري لتحليل المشاعر. إنها فرع من فروع الذكاء الاصطناعي يهدف إلى تمكين أجهزة الكمبيوتر من فهم، تفسير، وإنشاء اللغة البشرية.

في سياق تحليل المشاعر، تقوم الـ NLP بالعديد من المهام الحيوية:

تقسيم النص: تقسيم النص إلى جمل وكلمات.

ترميز الكلمات: تحويل الكلمات إلى صيغها الأساسية (مثل تحويل “يعمل” و”عامل” إلى “عمل”).

تحليل التركيب النحوي: فهم بنية الجملة والعلاقات بين الكلمات.

التعرف على الكيانات المسماة: تحديد أسماء الأشخاص، الأماكن، والمنظمات داخل النص.

تحديد المشاعر: باستخدام القواميس اللغوية والنماذج الإحصائية، يتم تعيين درجة شعورية لكل كلمة أو عبارة، ثم يتم تجميع هذه الدرجات لتحديد المشاعر العامة للنص. على سبيل المثال، كلمة “ممتاز” تحمل درجة إيجابية عالية، بينما كلمة “سيء” تحمل درجة سلبية.

فهم السياق: تمكّن تقنيات الـ NLP المتقدمة من فهم السياق الذي تُستخدم فيه الكلمات، وهو أمر بالغ الأهمية لتجنب سوء الفهم، خاصة مع اللغات التي تحتوي على السخرية أو التعبيرات العامية.

التعلم الآلي (Machine Learning): يلعب التعلم الآلي دورًا أساسيًا في بناء وتدريب النماذج التي تقوم بتحليل المشاعر. بدلًا من برمجة القواعد يدويًا، يتم “تدريب” خوارزميات التعلم الآلي على مجموعات كبيرة من البيانات التي تم تصنيفها مسبقًا (إيجابية، سلبية، حيادية).

تتعلم هذه الخوارزميات من هذه البيانات كيفية التعرف على الأنماط والعلاقات بين الكلمات والمشاعر.

التعلم الخاضع للإشراف (Supervised Learning): هذا هو النهج الأكثر شيوعًا. يتم تزويد النموذج ببيانات تدريب تتضمن نصوصًا مصنفة مسبقًا. يتعلم النموذج من هذه البيانات كيفية ربط كلمات وعبارات معينة بمشاعر محددة.

التعلم غير الخاضع للإشراف (Unsupervised Learning): في بعض الحالات، يمكن استخدام هذا النهج لتحديد الأنماط والمجموعات في البيانات دون الحاجة إلى تصنيف مسبق، وهو مفيد لاكتشاف رؤى الجمهور غير المتوقعة.

التعلم العميق (Deep Learning): وهو فرع متقدم من التعلم الآلي يستخدم الشبكات العصبية الاصطناعية ذات الطبقات المتعددة.

يُعد التعلم العميق فعالًا بشكل خاص في معالجة كميات هائلة من البيانات غير المهيكلة، مثل تعليقات العملاء، والتعرف على العلاقات المعقدة بين الكلمات والسياقات. تُستخدم نماذج التعلم العميق مثل الشبكات العصبية المتكررة (RNNs) والمحولات (Transformers) لتحقيق دقة عالية في تحليل المشاعر، خاصة في فهم الفروق الدقيقة في اللغة، مما يعزز فهم سلوك المستهلك.باختصار، تعمل الـ NLP على تفكيك اللغة البشرية، بينما يقوم التعلم الآلي ببناء الذكاء الذي يمكّن الأنظمة من استخلاص المشاعر من هذه اللغة.أمثلة على أدوات شهيرة (Google NLP, MonkeyLearn, IBM Watson…)هناك العديد من الأدوات والمنصات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء لتحليل المشاعر، وتتنوع هذه الأدوات في قدراتها وميزاتها. إليك بعض الأمثلة البارزة:

Google Cloud Natural Language AI: تقدم Google واجهة برمجة تطبيقات (API) قوية لتحليل النصوص، بما في ذلك تحليل المشاعر، تصنيف المحتوى، تحليل الكيانات، وغيرها.

يمكن للمطورين دمج هذه الأداة في تطبيقاتهم الخاصة لتحليل رؤى الجمهور من مصادر متنوعة. تتميز بدقتها العالية وقدرتها على معالجة كميات كبيرة من البيانات.

MonkeyLearn: هي منصة تعلم آلي بدون كود (No-code) تتيح للمستخدمين بناء وتدريب نماذج لتحليل النصوص، بما في ذلك تحليل المشاعر. تتميز بواجهة سهلة الاستخدام، مما يجعلها متاحة حتى لغير المبرمجين.

يمكن استخدامها لتحليل المراجعات، البريد الإلكتروني، وتعليقات وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على فهم احتياجات الجمهور.

IBM Watson Natural Language Understanding: تُعد جزءًا من خدمات IBM Watson المعرفية، وتوفر قدرات متقدمة لتحليل المشاعر، بما في ذلك الكشف عن المشاعر على مستوى الجملة والوثيقة، وتحديد العواطف الدقيقة مثل الفرح والحزن والغضب والخوف.

يمكن دمجها في تطبيقات خدمة العملاء لتقديم استجابات أكثر ذكاءً وتخصيصًا، مما يعزز فهم سلوك المستهلك.

Microsoft Azure Text Analytics: تقدم خدمة لتحليل النصوص كجزء من خدمات Azure AI. توفر قدرات تحليل المشاعر لتحديد الإيجابية والسلبية والحيادية في النص، بالإضافة إلى اكتشاف اللغة والتعرف على الكيانات الرئيسية.

Amazon Comprehend: خدمة معالجة اللغة الطبيعية من أمازون، توفر تحليلًا شاملًا للنصوص، بما في ذلك تحليل المشاعر، واكتشاف الكيانات، وتحليل الكلمات الرئيسية، وتصنيف المستندات.

تساعد هذه الأدوات الشركات على تحويل البيانات النصية غير المهيكلة إلى رؤى الجمهور قابلة للتنفيذ، مما يمكنها من اتخاذ قرارات أفضل وتحسين تجربة العملاء.

4. فوائد تحليل المشاعر باستخدام الذكاء الاصطناعي

توفر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء، وتحديداً تحليل المشاعر، مجموعة واسعة من الفوائد التي تعود بالنفع على الشركات من حيث تعزيز فهم احتياجات الجمهور وتحسين فهم سلوك المستهلك.كشف رضا العملاء أو استيائهم في وقت مبكرتُعدّ القدرة على اكتشاف رضا العملاء أو استيائهم في مراحله المبكرة من أهم مزايا تحليل المشاعر.

فبدلًا من الانتظار حتى يتوقف العميل عن التعامل مع الشركة أو ينشر مراجعة سلبية علنية، يمكن لنظام تحليل المشاعر المدعوم بالذكاء الاصطناعي أن يحدد المؤشرات المبكرة للمشاعر السلبية من خلال تحليل التفاعلات اليومية. على سبيل المثال:

المحادثات المباشرة (Chatbots): إذا بدأ عميل في استخدام كلمات مثل “مخيب للآمال” أو “غير راضٍ” في محادثة مع روبوت الدردشة، يمكن للنظام أن يرفع إشارة تنبيه، مما يسمح لممثل خدمة العملاء البشري بالتدخل قبل أن يتفاقم الوضع.

رسائل البريد الإلكتروني: تحليل المشاعر لرسائل البريد الإلكتروني الواردة يمكن أن يساعد في تحديد الشكاوى المتكررة أو المشكلات العميقة التي قد لا يتم التعبير عنها بوضوح في الموضوع أو الملخص.

وسائل التواصل الاجتماعي: مراقبة الإشارات للعلامة التجارية عبر تويتر، فيسبوك، انستجرام وغيرها، وتحديد المنشورات التي تحمل مشاعر سلبية، يتيح للشركات الرد السريع واحتواء الأضرار المحتملة، وتحويل تجربة سلبية إلى فرصة لتعزيز العلاقة مع العميل.

هذه القدرة على الكشف المبكر تسمح للشركات باتخاذ إجراءات استباقية لمعالجة المشكلات، وتحسين تجربة العملاء، وبالتالي منع فقدان العملاء.تحسين الحملات التسويقية بناءً على ردود الفعل الحقيقيةتحليل المشاعر يوفر رؤى الجمهور حقيقية وغير مصفاة يمكن استخدامها لتحسين فعالية الحملات التسويقية.

فبدلًا من الاعتماد على الافتراضات أو بيانات السوق العامة، يمكن للشركات استخدام البيانات المستخلصة من تحليل المشاعر لفهم:

ما يتردد صداه مع الجمهور: أي المنتجات أو الميزات أو الرسائل التسويقية التي تلقى استحسانًا وإيجابية لدى العملاء.

نقاط الضعف: ما هي الجوانب التي يشتكي منها العملاء أو يجدونها غير جذابة في المنتجات أو الخدمات الحالية.

اتجاهات السوق: تحديد الموضوعات أو الاهتمامات الناشئة التي يمكن للشركات استغلالها في حملاتها المستقبلية.على سبيل المثال، إذا أظهر تحليل المشاعر أن العملاء يستجيبون بشكل إيجابي كبير لميزة معينة في منتج جديد، يمكن لفريق التسويق التركيز على هذه الميزة في إعلاناتهم القادمة.

على العكس، إذا كانت هناك مشاعر سلبية متكررة حول جانب معين، يمكن للشركة تعديل رسائلها التسويقية لتجنب هذا الجانب أو حتى العمل على تحسين المنتج نفسه.

هذا النهج المبني على البيانات يؤدي إلى حملات تسويقية أكثر استهدافًا وفعالية، مما يعزز فهم سلوك المستهلك.بناء علاقة أقوى مع الجمهور من خلال الفهم العاطفيالفهم العاطفي للعملاء هو أساس بناء علاقات قوية ودائمة. عندما يشعر العملاء بأن آرائهم ومشاعرهم مسموعة ومقدرة، يزداد ولاؤهم للعلامة التجارية. تحليل المشاعر يُمكّن الشركات من:

إظهار التعاطف: من خلال فهم السياق العاطفي وراء تعليقات العملاء، يمكن لممثلي خدمة العملاء الاستجابة بشكل أكثر تعاطفًا وفعالية، مما يجعل العميل يشعر بأنه مفهوم ومدعوم.

تقديم تجارب مخصصة: يمكن استخدام رؤى الجمهور المستخلصة من تحليل المشاعر لتخصيص المنتجات، الخدمات، وحتى أساليب التواصل. على سبيل المثال، إذا كان العميل يعبر عن إحباطه من عملية معينة، يمكن للشركة تقديم حلول بديلة أو دعم إضافي مصمم خصيصًا له.

تحسين تجربة العميل الشاملة: من خلال تحديد المشاعر الإيجابية والسلبية عبر جميع نقاط الاتصال مع العميل (موقع الويب، التطبيق، خدمة العملاء، المنتجات)، يمكن للشركات تحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين شامل لتقديم تجربة عملاء استثنائية.

في النهاية، لا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء على الأتمتة فحسب، بل يمتد إلى تعزيز الجانب البشري من التفاعل، مما يؤدي إلى علاقات أعمق وأكثر قيمة مع العملاء، وبالتالي فهم احتياجات الجمهور وفهم سلوك المستهلك بصورة أكبر.

5 تحديات تحليل المشاعر بالذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء

فعلى الرغم من قدرات الذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء الهائلة، يواجه تحليل المشاعر بعض التحديات الأساسية التي يمكن أن تؤثر على دقة رؤى الجمهور وفهم سلوك المستهلك:

صعوبة فهم الفروق اللغوية الدقيقة: تواجه أنظمة الذكاء الاصطناعي صعوبة في فهم اللغة العامية، السخرية، التهكم، أو النفي المزدوج، مما قد يؤدي إلى تصنيفات خاطئة للمشاعر. هذه التعقيدات تتطلب تدريبًا مكثفًا ونماذج متطورة للتعامل مع السياقات اللغوية المتنوعة، خاصة في اللغة العربية الغنية بلهجاتها وتعبيراتها المجازية.

الحاجة إلى بيانات كافية ودقيقة: يعتمد أداء نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على جودة وكمية البيانات التي تدرب عليها. لضمان تحليل دقيق للمشاعر، يجب توفير كميات هائلة من البيانات المصنفة بدقة، والتي قد يكون الحصول عليها مكلفًا ويستغرق وقتًا طويلاً، وقد تتطلب تدخلًا بشريًا كبيرًا لضمان جودتها وتنوعها.

محدودية الأدوات المجانية: بينما توجد العديد من الأدوات المجانية لتحليل المشاعر، إلا أنها غالبًا ما تفتقر إلى الدقة العالية، قدرات التخصيص، والدعم الفني مقارنة بالأدوات التجارية المتقدمة.

قد لا تكون هذه الأدوات مناسبة للشركات التي تحتاج إلى تحليل متعمق أو تتعامل مع حجم كبير من البيانات المعقدة، مما قد يؤثر على فهم احتياجات الجمهور بشكل فعال.لتجاوز هذه التحديات، يتوجب على الشركات الاستثمار في نماذج متقدمة للذكاء الاصطناعي، وتوفير بيانات تدريب عالية الجودة، والنظر في الأدوات المدفوعة التي توفر دقة وموثوقية أكبر.

في ختام رحلتنا في عالم الذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء وتحليل مشاعرهم، يتضح لنا جليًا أن هذه التقنيات لم تعد مجرد ابتكار تقني، بل أصبحت شريكًا استراتيجيًا لا غنى عنه لأي عمل يطمح إلى النمو والازدهار في سوق اليوم التنافسي.

لقد رأينا كيف يمكن لـ الذكاء الاصطناعي أن يفتح آفاقًا جديدة لـ فهم احتياجات الجمهور، وكيف يمنح الشركات القدرة على استشعار رؤى الجمهور الدقيقة من خلال تحليل المشاعر، وبالتالي تحقيق فهم سلوك المستهلك بشكل لم يكن ممكنًا من قبل.

فلم يعد الأمر مقتصرًا على مجرد الرد على استفسارات العملاء، بل يتعلق بفهمهم بعمق، والغوص في تفاصيل مشاعرهم، وتحديد نقاط الألم لديهم، وحتى توقع احتياجاتهم المستقبلية.

إن القدرة على تحويل كميات هائلة من البيانات النصية إلى رؤى قابلة للتنفيذ هي ما يميز الشركات الرائدة اليوم. إنها تمكنك من اتخاذ قرارات مستنيرة، وتحسين المنتجات والخدمات، وبناء علاقات قوية ومستدامة مع عملائك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى